بينما اختارت بعض الدول عدم إلزام مواطنيها بارتداء أقنعة الوجه للوقاية من فيروس كورونا، فقد كشف بيانات قادمة من البلدان التي فرضت ارتداء الأقنعة بشكل إلزامي عن حقيقة فعالية تلك الأقنعة في الحد من انتشار الفيروس وإبقاء معدلات الوفاة منخفضة.
وكانت النمسا من هذه الدول التي نجحت في التعامل بشكل قوي مع أزمة كورونا بفرضها ارتداء الأقنعة بشكل إلزامي في الـ 6 من الشهر الجاري، بعد تزايد حالات الإصابة أواخر مارس. وفي الأسبوعين الذين أعقبا تطبيق القرار، انخفضت الزيادة اليومية في عدد الحالات الإيجابية بالبلاد من 90 لكل مليون شخص كل يوم لأقل من 10. كما كانت جمهورية التشيك وسلوفاكيا أول دولتين في أوروبا تصدران أوامر تقضي بإلزام المواطنين بارتداء الأقنعة، وبالفعل أظهرت البيانات انخفاض معدلات الإصابة والعدوى لكل فرد.
وفي حين كشفت البيانات عن تسجيل إصابة 63 مواطناً تشيكياًَ لكل 100 ألف ووفاة أقل من 2 لكل 100 ألف بسبب الفيروس، وكذلك إصابة 21 مواطناً في سلوفاكيا لكل 100 ألف ووفاة 0.2 لكل 100 ألف، فإنه وبالمقارنة ببريطانيا، فقد تم هناك تسجيل إصابة 182 مواطناً لكل 100 ألف ووفاة 25 مواطناً لكل 100 ألف بسبب الفيروس. كما برزت أنماط مماثلة للدول التي فرضت ارتداء أقنعة الوجه خارج أوروبا، كما حدث في كوريا الجنوبية واليابان، اللتين أوقفتا تفشياً كبيراً من دون اللجوء لإجراءات الإغلاق.
وجاءت هذه البيانات في الوقت الذي دعت فيه اليوم مجموعة تتألف من 100 طبيب بارز إلى ضرورة أن تغير الحكومة البريطانية من توجيهاتها وإرشاداتها المتعلقة بأقنعة الوجه، حيث أوصت بأن يبادر البريطانيون بتصنيع أقنعة قطن قابلة لإعادة الاستخدام من أشياء بسيطة توجد في منازلهم وترك الأقنعة الجراحية للعاملين بالرعاية الصحية.