قصّة جديدة تبرز قدرات ومؤهلات المرأة العراقية الهائلة في أصعب المجالات وأندرها. إنها قصة هبة المعمار، أصغر دكتورة عراقية.
تخصّصت الشابة العراقية في مجال نادر هو جيولوجيا النفط وحصلت على درجة 99 من أصل 100 في الامتحان التنافسي وهي أعلى درجة في سجلّ الجامعات العراقية.
و صنّفت جامعة بارما الإيطالية وجامعة وارسو البولندية أطروحتها للدكتوراة كواحدة من أفضل الأطروحات في مجال النفط في العالم وتم منحها درجة الأصالة العلمية من حيث الموضوع والفكرة. هذا وتم توظيف دراستها للمرة الأولى في تحسين الإنتاج النفطي.
كذلك، فازت بعضوية منظمات علمية عدّة في مجال الجيوكيمياء لا سيما في الاتحاد الأوروبي وفي نقابة الجيولوجيين واتحاد الجيولوجيين العرب.
في حديث مع "السومرية نيوز"، أكدت المعمار الحاصلة على شهادة الدكتوراة في سنّ الـ28، أن الاختصاص ليس صعبًا بل مهمًّا جدًّا في بلد نفطي مثل العراق.
وأشارت الدكتورة الشابة إلى أنها اختارت الشق الأكاديمي مجالًا للعمل إذ تعمل أستاذة محاضرة في جامعة بغداد التي تخرّجت فيها بالإضافة إلى إنجازاتها الكثيرة في المجال البحثي.
ففي سنّ مبكرة، حازت على وسام باحث مبادر للباحثين المتميزين من منصه اريد العلمية وهو وسام مميز ممهد للحصول على وسام مشروع باحث يمنح لمن يحصل على شهاده الماستر والدكتوراه.
رغم إنجازات هذه الدكتورة الشابة، تعمل في مرتّب زهيد لا يتعدّى الـ50 دولارًا أميركيًّا!
وأسفت في هذا الإطار لأن "قانون الأوائل لم يُطبّق وبقي حبرًا على ورق منذ عام 2008 ولأن الدولة تضحي بكفاءات ومتفوقين يفترض ان يكونوا مستقبل العراق.
وردًّا على سؤال، كشفت أنها راجعت الجهات المعنيّة، وكان الجواب "عدم توفر الدرجات الوظيفية".
فهل ندمت على تخصّصها في هذا المجال خصوصًا في مجتمع لا يزال ينظر إلى المرأة نظرة دونيّة؟
جزمت المعمار بأنّها لم تندم لأنها متفوقة في مجالها، لافتةً إلى أن عائلتها كانت ومازالت الداعم الرئيسي لها وشجعّتها على التفوق واكمال الماجستير والدكتوراة.
حلم الدكتورة الشابة حقّ طبيعيّ: أن تحصل على فرصتها واستحقاقها بالتعيين ضمن ملاك جامعتها لتخدم بلدها العراق بما تمتلك من علم وان تكمل مشوار التميز والتفوق ودرب العلم الذي سلكته.
أمّا رسالتها إلى كل سيّدة وفتاة عراقية فهي أن لا تتخلّى عن طموحها والمثابرة لتكون لها مكانة مرموقة في المجتمع من دون أن تكترث إلى كلّ من يحاول التقليل من عزيمتها وتصغير إنجازاتها.
أصغر دكتورة عراقية في مجال نادر بمرتّب صادم!
