"على مائدة المطبخ".. قصة تسلط الضوء على عمليات بتر للأطراف من دون تخدير في غزة
نشر بواسطة: mod1
الأحد 21-01-2024
 
   
الحرة - واشنطن

تحذر منظمات دولية من تفاقم الأوضاع الصحية "الكارثية" التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة، حيث نقص الإمدادات في الأدوية والمعدات الطبية يزيد من معاناة الجرحى والمصابين.

وصرح شون كيسي منسق فرق الطوارئ الطبية بمنظمة الصحة العالمية للصحفيين مؤخرا في جنيف عبر رابط فيديو من قطاع غزة "نرى هذه الكارثة الإنسانية تتكشف أمام أعيننا".

وحذر قائلا: "نشهد انهيار النظام الصحي بوتيرة متسارعة"، بحسب تقرير نشرته وكالة فرانس برس.

وتنتشر القصص الكثيرة عن معاناة الجرحى المصابين، حيث يخضع بعضهم لعمليات جراحية من دون تخديرهم.

وعرضت صحيفة واشنطن بوست قصة الطبيب هاني بسيسو، فرغم خبرته الطويلة في جراحة العظام إلا أنه واجه موقفا صعبا، في ديسمبر الماضي، حيث وجد نفسه يجري عملية بتر لساق ابنة أخيه على طاولة المطبخ، بعد إصابتها إثر ضربة قذيفة دبابة إسرائيلية.

منزل بسيسو كان يبعد عن مستشفى الشفاء بنحو خمسة دقائق بالسيارة، ولكن تواجد القوات الإسرائيلية منعهم من الخروج، ليبدأ في التفكير والشابة ممدة أمامه "من أين أبدأ؟.. لا يوجد لدي أي تخدير. لا يوجد معي أي شيء".

قام الطبيب بسيسو بالتحضير للعملية بما توفر لديه من أدوات، حيث كان يغسل ما تبقى من ساق عهد (18 عاما) وهي مستلقية على طاولة المطبخ في دلو مملوء بالماء والصابون، وسط أنين من الألم.

وتم تداول فيديو لبسيسو وهو يتحدث ويبكي بحرقة أثناء ذلك "هل يمكنكم أن تتخيلوا أنني سأبتر ساقها في المنزل؟.. أين الرحمة؟ أين الإنسانية؟".

وقال الطبيب بسيسو للصحيفة إنه "أجرى عملية البتر بسكين طبخ عادي، ومقص وإبرة خياطة ومن دون أي تخدير".

ما عانته الشابة بسيسو يسلط الضوء "على الفضائع اليومية التي يواجهها سكان غزة، وسط انهيار نظام الرعاية الصحية في القطاع"، بحسب واشنطن بوست.

وقال بسيسو في مقابلة أخرى مع رويترز: "للأسف لم يكن لدي خيار آخر. كان خيارا واحدا من اثنين: يا إما أترك البنت تستشهد أو أحاول بما لدي من إمكانيات. طبعا الإمكانيات صفر".

وأضاف "هل أستطيع إيصالها للمستشفى؟ طبعا لا. كنا محاصرين لخمسة عشر يوما والدبابات كانت على باب المنزل. أخذنا القرار. القرار بمحاولة عمل أي شيء للبنت لإنقاذها. القرار الأول إنه أبتر الرجل".

عهد واحدة من جيل من الشباب تعرضوا لعمليات بتر في الحرب الدائرة في غزة منذ أن شن مسلحو حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر وأسفر وفقا للإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.

ويقول الأطباء لرويترز إن كثيرا ممن قتلوا في قطاع غزة منذ ذلك الحين كان من الممكن إنقاذهم لو تمكنوا من الوصول إلى المستشفيات.

وقالت عهد بسيسو، وهي مستلقية على السرير بعد عدة أسابيع من البتر، للوكالة إنها وجدت دبابة إسرائيلية قريبة من منزلها عندما خرجت لالتقاط إرسال للاتصال بوالدها الذي يعيش في الخارج.

وتابعت أنها دخلت هي وشقيقتها إلى الداخل وأسدلت ستائر المنزل تحسبا لتعرضه للقصف. وأضافت أن المبنى تعرض للقصف بعد ذلك بفترة وجيزة وأصيبت.

وأدركت أنها فقدت الإحساس بساقها عندما حاول أفراد عائلتها مساعدتها وإخراج الشظايا من جسدها.

وقالت: "أقعدوني على طاولة السفرة (المطبخ)، لم يوجد أي أداة طبية، عمي شاهد الليفة (الاسفنجة) التي ننظف فيها الصحون... وكلور أخذهم وأصبح ينظف رجلي. وبترلي رجلي بدون بنج وبدون أي شيء في المنزل".

وردا على سؤال عن كيفية تحملها للألم، قالت: "أنا كنت أقول الحمد لله وأقرأ قرآن، والحمد لله لم أشعر كثيرا من فضل ربنا نزل علي الصبر، بس طبعا كان هناك وجع وصدمة من المنظر".

وتخضع عهد منذ ذلك الحين لمزيد من العمليات في المستشفى لعلاج الإصابات التي لحقت بها.

عملية عهد لم تكن الوحيدة في القطاع التي تجرى من دون تخدير، إذ أكد أطباء للصحيفة أنهم "اضطروا إلى إجراء عمليات بتر، وعمليات جراحية من دون تخدير أو تخفيف للألم.. حيث يملأ صراخ المرضى الممرات أثناء تغيير الضمادات وإزالة الشظايا".

عمليات دون تخدير في غزة

"جراح الحرب المروعة".. 10 أطفال يفقدون يوميا إحدى ساقيهم أو كلتيهما بغزة

يفقد أكثر من 10 أطفال في المتوسط إحدى ساقيهم أو كلتيهما يوميا، مع استمرار الحرب  في غزة منذ ثلاثة أشهر، في حين تجرى العديد من عمليات البتر والتدخلات الجراحية دون تخدير، وفقا لمعطيات كشفتها منظمة "إنقاذ الطفولة" غير الحكومية.

ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، رئيس عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود قال إنه "رغم وصول إمدادات جديدة من الأدوية إلى غزة مؤخرا من خلال صفقة توسطت فيها فرنسا وقطر، إلا أن بعض الأدوية "لا تزال مفقودة.. خاصة مسكنات الألم".

وأضاف أن وصول الأدوية إلى غزة لا يعني وصولها للمستشفيات خاصة تلك الموجودة في شمال القطاع، إذ يجب أن يتم تنسيق عمليات التسليم مع الجيش الإسرائيلي للتنقل في مناطق القتال وسط نقاط تفتيش ناهيك عن انقطاع الاتصالات المتكرر.

وتقدر اليونسيف أن ما لا يقل عن 1000 طفل تعرضوا لبتر ساق أو اثنتين حتى نهاية نوفمبر، مع خضوع عدد غير معروف من هذه العمليات من دون تخير أو مسكنات للألم.

يرقد العشرات من مبتوري الأطراف في مستشفى دير البلح في قطاع غزة

ويقول مسؤولون فلسطينيون إن أكثر من 24 ألف فلسطيني قتلوا منذ أن بدأت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة ردا على هجوم حماس.

وبترت أطراف كثيرين آخرين، ومن بينهم أطفال، بسبب خطورة جروحهم خلال الهجوم الإسرائيلي، الذي يقول الجيش الإسرائيلي إنه يهدف إلى القضاء على حماس وتأمين الإفراج عمن تبقى من الرهائن.

وتنفي إسرائيل منع دخول المساعدات.

وقال طاقم منظمة أطباء بلا حدود إن عدم الوصول إلى الرعاية الصحية في جميع أنحاء غزة أدى إلى عمليات بتر للأطراف بدون تخدير أو بتخدير غير كاف وولادة النساء دون مساعدة طبية، وتفشي أمراض الإسهال والجهاز التنفسي دون علاج.

 
   
 



 

نقوم بارسال نشرة بريدية اخبارية اسبوعية الى بريدكم الالكتروني ، يسرنا اشتراككم بالنشرة البريدية المنوعة. سوف تطلعون على احدث المستجدات في الموقع ولن يفوتكم أي شيئ





 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced